اختيار الزوجة .... صعوبات ومشاق (1)

بسم الله الرحمن الرحيم
كثير من الناس يظن ان اختيار الزوجة امراً هيناً سهلاً على اعتبار اننا نستطيع ذلك بمجرد نظرة او ميل قلبى أو غير ذلك ، دونما اعتبار للمثال المنشود والواقع المشهود والوضع المرغوب والتصور الكلى للحياة وسقف الطموحات والاهداف ومقدار السعادة الحالمة العابرة الى المستقبل المكبلة بالواقع .
كل هذه الاعتبارات وغيرها قد تمثل صعوبات حقيقية فى نفس كل واحد منا بمجر ان يقرر اختيار شريكة حياته ونحن هنا نتحدث عن الصراع النفسى او مجاهدة النفس لأختيار شريكة الحياة ومايتعلق بذلك من صعوبات تشكل ذلك الصراع .
لذلك نقول ان اول صعوبة من صعوبات الاختيار هى التفكير فى عملية الاختيار ذاتها ، اى ان يقرر الشخص انه يريد اختيار شريكة حياته ، ولعل مرد ذلك يرجع الى مشقات اجتماعية واقتصادية وبيئية مختلفة تكبل تفكيرنا وتحصره فى دائرتها ، ولا نستطيع الفكاك منها إلا بمجاهدة شاقة مقرونة بحلول لها جزرية او مرحلية او مؤجلة فى نادر الاحوال ، فما ان نتجاوز هذه الصعوبة إلا واحاطت بنا اخرى تتمثل فى من اختار وياتى ذلك من واقع تصورنا الكلى للحياة ماهى عليه وما ينبغى ان يكون ودورنا فى ذلك ، فكلما صح التصور ارتباطاً بالدين والقيم صعب الاختيار فى ايجاد من تعاون وتساند وتتمثل ذلك التصور وتلك القيم واقعاً فى حياتنا ، فاذا رسمنا دورنا فى الحياة بناءاً على تصورنا لها الناتنج من مصادر تأثرنا تلقياً شق علينا ان نختار من تناسب وتساعد وتشارك فى صنع ذلك الدور تعاوناً وتصادقاً وتصالحاً ومودةً وحباً وجناناً .
كذلك من صعوبات الاختيار ما يتعلق بسقف الطموحات والاهداف فلاشك ان لكل واحد منا اهدافه وطموحاته فى الحياة وهذه الصعوبة ترتبط بالتى سبقتها وتعتبر جزءاً منها فالتصور الكلى يحدد الاهداف ويمثل رحماً لها فالهدف جزء من التصور ، فالاهداف والطموحات تشكل صعوبة حقيقية متى كانت سامية ونبيلة وطامحة فى تغيير الواقع .
واخيراً تأتى صعوبة مقدار السعادة التى نحلم بها ونريد تحقيقها فلايوجد شخص لايرقب فى ان يكون اسعد من يمشى على قدمين فالسعادة فى حياتنا المرتبطة باسباب الواقع الحالمة عبوراً الى المستقبل المتأثرة فى شكلها المادى ومقدارها وكنهها بمصادر موجهات حياتنا ديناً وثقافةً واجتماعاً هى التى تجعل من الاختيار المناسب صعوبة ومشقة لاننا عندما نرسم شكل سعادتنا يطل سؤال فى اذهاننا من هى التى تستحق ذلك مع الاخذ فى الاعتبار واقعية السعادة شكلاً ومضمونا .